في زمان رونالدو وميسي - بنزيما الأفضل في العالم


ضعوا كل شيءٍ جانباً, وتصوروا ولو للحظةٍ واحدة أن يكونَ أحدكم لاعباً في نادٍ معين, يتعرض للصافرات من الجماهير جراء الفرص التي يُهدرها, ثم يغادر الملعب ليرى الصحافة تشن هجوماً لاذعاً عليه ثم يصل إلى المنزل ليرى الأخبار قادمتُ من بلاده تتحدث عن تورطه في قضية ابتزازٍ وأن القضاء يستدعيه للمحكمة, هل تخيلتم؟

تخيلوا أن لحظاتِ التألق التي يظهرُ بها يكون نتاجهُا أهدافاً عن طريقِ لاعبٍ آخر ولأن العدل مفقود يتمُ كيل المديح للمُسجل ويتغافلُ مدعي الإنصاف عن الصانع, هل تخيلتم كيف يمُكن للعقل والجسد والروح أن تحارب على جبهة الإعلام والقضاء والجمهور في آنٍ واحد؟

لو أن الذي مر بهِ بنزيما مر بهِ أحدٌ غيره لكان فاقداً لعقلهِ أو معتزلاً لكرة القدم على أقل تقدير, رونالدو كان ينفعل ويغضب بمجرد سماع الصافرات عليه, وميسي انفعل وتمرد حينَ قرر إنريكي أن يستبدله, كلاهُما أيضاً كان يُصاب بالحزن والألم حين يتم رفع أجرِ أحدهم ليتفوقَ على الآخر.

بنزيما لم يصل اليوم إلى مرحلة الكمال الكروي من الصفر, لا بل من قاع القاع ومن أسفل السافلين, كريم الذي صبُرَ صبراً لم نسمع عنه قط في أي مجالٍ رياضي أو حتى حياتّي, بنزيما الذي تسلح بالصبر والثقة المرعبة الخارقةِ بالنفس, الذي صمِتَ حتى حان وقته وجاءت لحظة ردهِ للاعتبار, أرغمَ ديشامب من خلال أداءهِ على استدعائهِ للمنتخب, ورد الاعتبار لنفسه في نظرنا كمدريديستا وأصبح الآن في نظرنا اللاعب الذي لا يُمس والقائد والموجه والمُلهم للاعبين والجماهير.

أعادَ للرقمِ ( 9 ) هيبته, المتعارفُ عليه أن هذا الرقم كان للمهاجم الصريح الذي عادةً ما يتمركز داخل الصندوق وينتظر الكرة, لكنك استثنائيٌ حتى في هذه المسألة, أنت جعلت للرقم 9 رونقاً آخر, أنت الـ9 الوحيد الذي يقطع الكرة ثم يمررها ثم يبدأ الهجمة ويُنهيها, بيريز - زيدان = شكراً لأنكُم راهنتُم عليه ولأنكُم رأيتُم فيه ما لم نراهُ سابقًا, كريم منذ الموسم ما قبل الفائت وهو الأفضل في العالم من حيث الأداء, وفي الموسم الماضي من حيث الأداء والبطولات, والآن حان وقت الموسم القادم, البالون دور الآن, والعام القادِم, لِمَ لا!؟