مارسيلو كان انعكاس شعار وكيان النادي وتجسده على هيئة إنسان


اعترف أن وداع مارسيلو هو الوداع الوحيد الذي لم أجرؤ على مشاهدته ولن أُشاهدهُ لاحقاً، كل الأساطير التي غادرت الريال كان لفراقهم الأثر الكبير في قلوبنا، لكن مارسيلو حالة واستثناء تختلفُ عن بقية اللاعبين والمدربين والأساطير.

مارسيلو كان انعكاس شعار وكيان النادي وتجسده على هيئة إنسان، ما شعرنا بهِ وأوصلهُ لنا مارسيلو هو أنه فردٌ من أفراد عائلاتنا وكأنه يعيش معنا في منازلنا وقريبٌ لنا أكثر من الجميع، البرازيلي الذي كان يبكي عند الانتصار وكان يبكي عند الهزيمةِ أيضاً.

مارسيلو الذي لم يسمع باسم موكله السواد الأعظم من المدريديستا لأنه لم يكُن بحاجةٍ لوكيلٍ أو وسيطٍ بينه وبين الريال، لم نكن نسمع عن مفاوضاتٍ بينه وبين الإدارة من أجل تمديد العقد ولا حتى من أجل زيادةٍ في الأجر، مارسيلو الذي كان لاعباً مقاتلاً في سبيل الفريق، موجهاً مرشداً مستقبلاً للاعبينَ الجدد كما فعل معه قدوته راؤول حينَ جاء للريال أول مرة، ( جيناتٌ متوارثة ).

مارسيلو الذي كان مدرباً على الدكة، لم يشكوا يوماً ولم يعترض، لم يتفاجئ من هدف التعادل في شباك السيتي، فالأمرُ عاديٌ بالنسبةِ له لأنه يعلم جينات الريال وأن الريال لا يمرض ولا يموت، لم يهاجم لم ينتقد لم يطلب لم يستغل أي نجاحٍ أو انجاز، بل حدث وصدق وكان قائداً بكل ما للكلمةِ من معنى.

من قال أنه مستعدٌ للقدوم إلى مدريد سيرًا على الأقدام، كان صادقاً في عشقه للكيان، مارسيلو الذي جاء ليكونَ خليفةً لمثله وأسطورتهِ روبيرتو كارلوس، كانَ خيرَ خلفٍ لخير سلف، الوداع؟ لا وداع لمارسيلو، كيف نودعُ فرداً من أفراد الأسرة والبيت؟ هو الآن ذاهب لكن سيعود مثل زيدان وكارلوس وبوتراغينيو وراؤول، إلى اللقاء مؤقتاً!

تعليقات