غوارديولا اتخذ الخطوة الصحيحة بالتقدم للأمام


- بمباراة السيتي والليفر بالدرع الخيرية ، فاز الليفر بثلاثية وقدم نونيز مباراة ممتازة عكس هالاند الذي قدم مباراة سيئة ، هناك كلام كثير حول مايحدث .

- حين انتقل ابراهيموفيتش للبرشا تحت قيادة بيب غوارديولا ، شعر بيب بأن الصفقة لم تكن جيدة لأفكاره وخاصة بإن هناك ميسي حيث كان يريد ابرا بناء اللعب من أجله ، بينما غوارديولا كان يريد بناء اللعب من أجل ميسي وانتهت رحلة ابرا سريعًا بعد موسم واحد مع البرشا ، لأسباب تكتيكية مع البيب ثم تحولت لشخصية .

- بعد عدة سنوات اصبح بيب يملك ليفاندوفسكي في البايرن ورحل نحو السيتي ، بالسيتي جلب مهاجم مناسب لأفكاره ، مهاجم يصنع اللعب من خارج الصندوق وتراه داخل الصندوق وعلى الأطراف ، وهو خيسوس ، لكن الفرص التي كان يضيعها خيسوس والحمل التكتيكي المبالغ به على خيسوس جعله يفكر برأس حربة تقليدي ، من كان هذا المهاجم ؟
هالاند .

اكتشاف غوارديولا بحاجته للاعب قناص كانت منذ الموسم الماضي حين حاول مع هاري كين ثم كريستيانو رونالدو وفشلت الصفقتين ، ولعب الموسم الماضي بدون رأس حربة صحيح لإنه لم يكن يثق تمامًا بخيسوس .

بحال قلت لي ، ماهي أقوى نقطة في تكتيك السيتي ؟ سأقول بإنهم فريق لا مركزي ، من الممكن أن ترى بيرناردو سيلفا او دي بروين او غوندوغان او فودين او رحيم كمهاجمين وهميين لكن كلهم لا يمتلكون حاسة التهديف ولهذا الفريق اضاع على نفسه كثيرًا بدوري الأبطال .

- بمباراة السيتي والريال الموسم الماضي اضاع السيتي فرص كثيرة بإياب السانتياغو ، فرص كانت كفيلة بمنع ريمونتادا الريال وعادت ذات مشاعر غوارديولا ، نحن بحاجة مهاجم قناص ، تلك المشاعر عاشها بنهائي الأبطال ضد توخيل وبدء غوارديولا فكرة تغيير تكتيكه من بعد جلب هالاند .

- شاهدت السيتي منذ مباراة الدرع الخيرية ضد الليفر حتى أخر مباراة ضد استون فيلا ، كان هناك شيء جديد ، قلت لصديق لي بعد نهاية الشوط الأول ضد كريستال بالاس بأن هالاند كارثي ، لكن فجأة بالشوط الثاني تغير كل الكلام حول هالاند وسجل هاتريك .
وفعلًا المديح والكلام الإيجابي رحل نحو هالاند رغم إن مهمته فقط هي " لمس الكرة بالمرمى " .

كان وجود هالاند مع مدرب مثل غوارديولا غريب ، هالاند كدور تكتيكي مقارنة مع باقي اللاعبين بالفريق فهو أقل منهم بكثير لكن كلمسة نحو المرمى فهو من الأفضل بالعالم ، يشم رائحة الهدف ، أقول كثيرًا بأن هالاند يشم رائحة المرمى وبأن الكرة تحب الذهاب إليه وهو أمام المرمى ، شيء قريب من مسيرة فان نيستلروي برأيي .

- شاهدوا مباراة السيتي ضد الليفر وهي أول مباراة لهالاند وشاهدوا مباراة السيتي ضد كريستال بالاس التي سجل بها هاتريك وضد نوتنغهام التي سجل بها هالاند هاتريك ايضًا ، ثلاث مباريات لديهم صفة مشتركة واحدة وهي : هالاند لمس الكرة خلال كل المباراة 16 مرة فقط .

هالاند سدد ضد الليفر ثلاث مرات لتتقلص عدد اللمسات إلى 13 .
سدد ضد كريستال سبع مرات لتتقلص عدد اللمسات إلى 9 .
سدد ضد نوتنغهام اربع مرات لتتقلص عدد اللمسات إلى 10 .
كيف كان تقييم الإعلام له ؟
سيء ، سوبر ، سوبر على التوالي .

فهالاند كلاعب كرة قدم تقييمه يحدث على عدد الأهداف ولهذا كمثال كنت ضد فكرة اشراكه كأساسي ضد الليفر بالدرع لإنه حين لن يسجل فالكل سينتقده ، لو شارك بنصف ساعة وسجل هدف أو لم يسجل فلن يوجد من ينتقده ولهذا أرى بأن كلوب تعامل مع مباراة الدرع بشكل افضل من غوارديولا بموضوع نونيز حيث شارك بنصف ساعة وتحول نونيز لبطل قومي بعد هذه المباراة بينما هالاند اصبح " موضع سخرية "
لكن كواقع من تابع المباراة ، فكان يدرك بأن هالاند اضاع فرصتين غير مقبول ابدًا ضياعهم ضد الليفر ولو سجلهم لكان الحديث مختلفًا لكن يبذو بإن اللاعب كان يعاني من الضغط .

لكن تلك المقارنة ضد نونيز وهالاند رفضتها تمامًا انا ، المهام التكتيكية المطلوبة من نونيز مختلفة عن هالاند ، هالاند مطالب اكثر بالوجود بالعمق ، نونيز مطالب بالوجود بمنتصف الملعب وصناعة اللعب من العمق والركض عبر الجناح ثم الدخول لمنطقة الجزاء ، هناك مصطلح في أوروبا يدعى : " Thierry Henry Channel " وهو مصطلح خاص للاعب أرسنال وبرشلونة سابقًا تيري هنري ، الذي كان يستلم الكرة من العمق ويتواجد على الجناح ثم يدخل للعمق ويسجل .

لهذا صعب ان يُسمى نونيز كمهاجم صريح مثل هالاند او يتم تسميته كجناح مثل ماني، هو خليط من الاثنين ولهذا لا يجب علينا تسمية نونيز كمهاجم صريح او نقارنه مع واحد من الاثنين ، من تابع مباريات بنفيكا بالأبطال يدرك بأنه ليس مهاجم صريح بالمعنى الحرفي ولهذا نرى الصحفي مارك كاري يشبه نونيز بتيري هنري على ارض الميدان .

فطبيعي جدًا ان نرى بنهاية الموسم ارقام نونيز اقل من ارقام هالاند ، تكتيك غوارديولا اليوم يعتمد على إيصال الكرة لهالاند بينما بالليفر مازالوا يعتمدون على نونيز وصلاح ودياز ، لتوضيح المثال اكثر : بالسيتي يتناول هالاند الكعكة لوحده ، بليفربول هناك ثلاثة وهم : صلاح ودياز ونونيز يتقاسمونها ، بدون نسيان وجود جائعين خارج الملعب ينتظرون سقوط واحد منهم وهم : جوتا وفيرمينو .

نعود لغوارديولا ، انا دائمًا ارى غوارديولا مدرب مظلوم اعلاميًا ويتم ربط نجاحه بصفقاته ، لكن بالنهاية هو مدرب بأسلوب ويجلب لاعبين لهذا الأسلوب وبحال حقق ألقاب فالصرف سيكون " منطقي " له ، وخسارته بالأبطال دائمًا تحدث بتفاصيل صغيرة ، قلت سابقًا بأن غوارديولا شخص overthinking ، حالة نفسية صعب جدًا التعامل معها ، ويحاول الكثير علاجها ، لكن تطوره التكتيكي مع مرور السنوات هو من قاده لهنا .
لو قلت لي مثلًا ، من تفضل : غوارديولا السيتي اليوم أو غوارديولا برشلونة ؟

بكل تأكيد سيكون جوابي غوارديولا اليوم ، غوارديولا اليوم اصبح اكثر مرونة ، اصبح متقبل لأفكار جديدة كانت مرفوضة منه ، اصبح يبحث عن لاعبين بأفكار جديدة ، اصبح يبحث عن الفوز اكثر ، نعم هالاند يختلف عن اسلوبه لكن هالاند سلاح جديد بأسلوب جديد بحال كان أسلوبه لا يساعده ولهذا أرى غوارديولا اصبح أفضل ، اصبحت حتى افكاره اقل تعقيدًا بوجود هالاند ولم يعد يريد ذلك المهاجم الذي يطلب منه ادوار تكتيكية مبالغ بها ويسقط المهاجم بفخ الفشل .